ماهو الربو
الربو (بالإنجليزية: Asthma) هو مرض تنفسي مزمن شائع يتصف بوجود التهاب في المسالك الهوائية وفرط استجابتها (تشنج قصبي) مما يؤدي إلى انسدادها (قابل للعكس بواسطة العلاج). والربو يصيب الذكور والإناث في جميع مراحل العمر.
سبب الربو
لاشك أن كل خلايا الجسم تحتاج للأكسجين الذي بدخل الجسم مع هواء الشهيق عبر الرئتين ليمتص في الحويصلات الهوائية ليدخل للدم وبها يخرج الزفيز الذي به ثاني أكسيد الكربون. والربو يصيب 5% من الأمريكان بما فيهم الأطفال.وهو التهاب مزمن في الشعب الهوائية.ويتمثل في سرعة التنفس (كرشة النفس) والكحة وكتمة الصدر.وهناك مشحذات لظهور الأزمة الربوية من بينها عدوي الجهاز التنفسي بالفيروسات وممارسة الرياضة والتعرض للمواد المهيجة للرئة كالتدخين. والأعراض الظاهرية للربو تضييق الشعب الهوائية بتراكم الماء بين خلايا الأنسجة في جدران هذه الشعب.وقد يكون الربو بسبب عامل وراثي. حيث توجد عدة جينات مورثة تجعل الشخص عرضا للربو ؟ والسبب غير معروف حاليا. والربو سببه مواد مسببة للحساسية عندما يتنفسها الشخص مع الهواء. ومن بين هذه المواد سوسة الغبار ومخلفات الصراصير والحيوانات وحبوب اللقاح. وبعض الأشخاص لديهم حساسية وراثية لبعض المواد التي تسبب لهم ظعور تفاعلات حساسية.فعندما يتنفسون مواد تسبب الحساسية allergens يقوم جهاز المناعة بمكافحتها بشدة ويفرز جزيء immunoglobulin E (IgE) الدفاعي الذي يطلق عليه الأجسام المضادة ،موادا كيماوية في المسالك التنفسية مما يجعلها تلتهب وتضيق. ويسفر عنها الكحة والصفير (خروشة الصدر) وصعوبة التنفس وظهور نوبة الربو.واستنشاق الكورتيكوستيرويدات corticosteriods تخفف الالتهابات.والربو في أمريكا يصيب من 12- 15 مليون من بينهم 10 – 12 % تحت سن 18سنة، وقد يصيب الأطفال.والأشخاص الذين في تاريخ عائلتهم الإصابة بالربو أو التدخين أو المواد التي تصيبهم بالحساسية معرضون للإصابة بالمرض.ويمكن ظهور المرض علي أي شخص في أي مرحلة عمرية.
أشكال الربو
الربو مرض مزمن نتيجة التهابات في الشعب الهوائيى بالرئتين. والمريض تنتابه الأزمات الربوية المتكررة والشعور بضيق التنفس وإفراز المخاط بالرئتين والسعال.لهذا العلاج يتركز في السيطرة علي الالتهابات الشعبية ومنع الأعراض المزمنة كالسعال أو ضيق التنفس بالليل والصباح الباكر أو التعب عند بذل مجهود. ويوجد ثلاثة أشكال رئيسية من الربو هي :
1.إعاقة المسالك الهوائية Airway obstruction: أثناء التنفس العادي تصبح أربطة العضلات حول المسالك الهوائية مسترخية ويمر الهواء بسهولة. لكن مرضي الربو بسبب الحساسية تصبح الأربطة مشدودة لدرجة الهواء يمر بصعوبة في القصبة الهوائية. مما يجعل الشخص يتنفس بصعوبة لقلة وجود الهواء بالرئتين. وعندما تضيق المسالك والقصبات الهوائية يحدث صفير أثناء التنفس وعند مرور الهواء.ولحسن الحظ هذا الضيق يتحسن في حالة الربو عكس مايحدث في حالتي الالتهاب الرئوي والإنتفاخ الرئوي (الأمفيزيما) emphysema.)
2.الالتهاب Inflammation: الأشخاص المصابون بالربو تصبح شعبهم الرئوية منتفخة ومحمرة اللون. وهذا سببه التلف الذي يحدثه الربو مع الوقت بالرئتين. وعلاج هذا الالتهاب مفتاح السيطرة علي الربو.
3.تهيج المسالك الهوائية Airways irritability :المسالك الهوائية لدي مرضي الربو نجدها حساسة جدا لبعض المواد المهيجة فتضيق. ومن بين هذه المواد حبوب اللقاح ومخلفات الحيوانات والأبخرة والغبار والدخان. ومرضي الربو تكون شعبهم الهوائية حساسة جدا للمشحذات triggers لظهور الربو والتي تسبب لهم ظهور أعراضه وتسوء الحالة بعد ذلك. ومن بين هذه المشحذات :
4.التعرض للعدوي بالبرد والفيروسات والتهاب الجيوب الأنفبة والمواد التي تسبب الحساسية والتهيج بالشعب الهوائية كحبوب اللقاح والغبار والمخلفات الحيوانية كالقطط والتعرض لسوسة الغبار والعفن في المناطق الرطبة وشم العطور والأبخرة والروائح المهيجة للرئتين والتدخين.أو التعرض للقلق أو الضحك أو البكاء، والإجهاد وأداء التمارين الرياضية في الأجواء الباردة أو الطقس السيء أو بسبب تغير درجات الحرارة أو الرطوبة أو الهواء البارد. ومن المواد المسببة للحساسية Allergens أيضا الأسبرين والفول السوداني وشعر القطط وريش الطيور ودخان السجائر والقش والخشب والدهانات والبويات والمبيدات الحشرية والبيروسولات ومشتقات البترول مثل الثنر والغاز والجازولين والبنزين ومواد التنظيف وأكياس البلاستيك والكيماويات والألوان التي تضاف علي الطعام.والشيكولاتة. وهذه المواد المسببة للحساسية يمكن استنشاقها بالرئة أو امتصاصها بالجلد لتدخل للدم فتسبب الحساسية. ووجد أن زيادة الوزن تزيد معدل الإصابة بالربو.
الوقاية من الربو
للوقاية تجنب ألياف البوليستر والتعرض لسوسة الغبار عند تنظيف السجاجيد والمراتب. لهذا يكون التنظيف للأتربة بالمكنسة الكهروبائية.ويفضل المراتب والمخدات المطاطية التي تغطي بملاءات تمنع دخول الهواء.وتغير بصفة دورية وتغسل بالماء الساخن.ويفضل عدم فرش السجاجيد وولاسيما في حجرة النوم. وتنظيف الأثاث بقطعة نبللة بالماء فقط ولاينفض التراب من فوقه حتي لا يتطاير في الحجرة.ودائما تغسل لعب الصغار بالماء فقط لتنظيفها من التراب. ويمكن تجميدها مرتين إسبوعيا للقضاء علي سوسة التراب.والستائر تكون من البلاستيك ليسهل غسلها بالماء.وتوضع الملابس في أكياس بلاستيك محكمة لمنع تراكم التراب فوقها. وتمنع الصراصير والحشرات والفئران ومخلفاتها. ولا تترك مخلفات الطعام بالمنزل مكشوفة.وتجنب الأماكن الرطبة والعفنة التي تسبب نمو الفطريات والطفيليات. وفي البيت تغلق النوافذ ويدار التكييف وتغطي النوافذ في حجرة النوم بالبيت بعدة طبقات قماش خفيفة لمنع المواد المسببة للحساسية من الدخول. وتجنب الحجرات التي بها دخان أو طفايات السجائروالأماكن التي بها معطرات الجو أو البيروسولات أو الدهانات أو الورنيش أو مساحيق الغسيل. وتكون الرطوبة من 30 – 50% داخل البيت أو المكتب.لأن الرطوبة تساعد علي نمو الكائنات الدقبقة التي تسبب في وقوع أزمة ربوية.وتستعمل الشفاطات في المطبخ والحمامات. ولاحظ أن الغسالات التي تجفف الملابس تطرد الرطوبة داخل مكان الغسيل والحمامات الساخنة ترفع الرطوبة. لهذا يفضل التهوية وفتح الشبابيك أثناء الطبخ أو الاستحمام أو استعمال أجهزة ماصة الرطوبة. وتجنب الخروج للمتنزهات والمراعي أثناء فصل التزهير بالربيع. ويفضل السفر في عربات مكيفة.ولاتفتح نوافذ السيارة أثناء السير حتي في المدن والمناطق المزدحمة وأثناء ارتفاع الرطوبة بالجو.
أعراض الربو
أهم الأعراض ضيق التنفس ووجود صعوبة فيه حيث تتيبس المسالك الهوائية وتضيق وتمتلأ بالبصاق(المخاط) ،والسعال ولاسيما بالليل والصفير مع الزفير وكرشة التنفس وسرعته وضيق بالصدر وألم والشعور بضغط عليه. ليس لكل مريض بالربو نفس الأعراض. وقد تكون الأزمة الربوية متوسطة أو شديدة. وكثير من مرضى الربو حساسون لبعض الأدوية التي قد تسهم في حدوث الأزمة الربوية. ويمكن تجنبها أوالإحتراس عند تعاطيها. ومن الأدوية المشحذة لحدوث أزمة ربوية :
الأسبرين والأدوية المخففة للألم والالتهابات التي تسمي بالأدوية الغير إستيرودية ضد الالتهابات كالإيبوبرفين والنابروكسين. وهذه الأدوية تستعمل لتخفيف الآلام وتخفيض الحرارة. وهذه الأدوية بما فيها الأسبرين تحدث أزمات ربوية شديدة ويمكن استعمال الأسيتوأمينو فين (الباراسينامول يأمان لتخفيف الآلام وتخفيض الحرارة.
مغلقات - بيتا : تستعمل هذه الأدوية في علاج ضغط الدم المرتفع وحالات القلب والصداع النصفي والصداع وقطرة العين لعلاج الجلوكوما. لهذا تستعمل هذه الأدوية لدي مرضي الربو بحذر وتستعمل بجرعات قليلة للتجربة وللتأكد من عدم تاثيرها علي الربو.*مثبطات :وهي نوع ثان من الأدوية لعلاج حالات القلب وارتفاع ضغط الدم. وهذه الأدوية يمكن أن تسبب السعال في 10%من. وليس بالضرورة ان يكون السعال ربو لكنه يصدر صفيرا ويسبب الشعور بضيق الصدر. فلو حدث هذا فاستشر الطبيب المعالج.
علاج الربو
بالرغم من عدم وجود علاج ناجع للربو لكن العلاجات المتاحة لها تأثيرها في منع نوبات المرض والسيطرة والقضاء عليها عند وقوعها. والأدوية يتعاطاها المريض بالفم أو الحقن أو في شكل استنشاق لرذاذها من خلال مضخة (بخاخة) بها جرعات الأدوية أو البخاخات التقليدية.ليصل الدواء مباشرة داخل الشعب الرئوية. ويوجد نوعان من الأدوية التي تعالج الربو هما:
موسعات للرئة bronchodilators : (كالثيوفيلين Theophylline) التي تقلل التقلصات الرئوية وهي تستعمل كثيرا للسيطرة علي النوبة الربوية المفاجئة نتيجة يذل مجهود جسماني رياضي.وتعمل علي مواقع تسمي مستقبلات بيتا beta-receptors التي تتصل بالأربطة العضلية حول القصيبات الهوائية.
مضادات الالتهابات Anti-inflammatory : كالكورتيكوستيرويدات Corticosteroids التي تتدخل في نشاط وكيماوية الخلاية المناعية وتساعد علي إرتخاء جدران الممرات الهوائية ومنع تقلصات العضلات التي تضييقها بسبب التقلصات الرئوية. ومع الوقت تقلل حساسية الشعب الهوائية للمواد التي تسبب الحساسية الشعبية. والآثار السيئة للإستيرويدات (كالكورتيزونات : قد يكون لها آثارها السيئة مع طول الاستعمال.ومن بين هذه الآثار يصفة عامة علي الجسم بعد استعمالها لعدة سنوات ظهور حب الشباب وزيادة الوزن وشعور بالضيق في المعدة ووهن العظام وظهور الكتاراكت بالعينين (عتمة عدسة العين) وتقليل معدل نمو الجسم. وقلما تحدث هذه الآثار بعد استعمالخا علي المدي القصير للتغلب علي أزمة ربوية.لهذا يفضل استنشاقها مع موسعات الشعب لتقليل آثارها السيئة بشكل ملحوظ.
العلاج المناعي Immunotherapy:علاج خياري للربو الذي سببه الحساسية لبعض المواد بالتعرف عليها من خلال الاختيار الجلدي علي المواد التي تسبب الحساسية. وتحضر أمصال منها لحقنها للمريض لتحسين المناعة لديه ضد هذه المواد التي تسبب له الحساسية الربوية ولاسيما حبوب اللقاح ونفايات الحيوانات والفطريات وسوسة الغبار. وقد بينت الأبحاث أن الأطفال الذين يحقنون بأمصال ضد المادة التي تسبب لهم الحساسية كالغبار ودخان السجائر والعطور وغيرها يتحسنون ولا يتعرضون لأزمات ربوية. لأن 80% من ربو الأطفال و50% من رلو الكبار سببه مواد تسبب لهم الحساسية الربوية.
وللعلاج أثتاء الأزمة : - تجنب مشحذات الحساسية. - تناول أدوية مضادة للالتهابات كالكورتيكوستيرويدات corticosteroids (كورتيزونات) التي تقلل إفراز المخاط وتورم الشعب الهوائية لتصبح أقل حساسية لمسببات الحساسية والالتهابات الشعبية. وهذه الأدوية توسع هذه الشعب وتسمح بكميات من الهواء تدخل وتخرج من الرئتين.فيتحسن التنفس. - تناول أدوية موسعة للشعب الرئوية حيث تقوم بتحقيق استرخاء وتوسيع الأربطة حول الشعب الهوائية. مما يحقق دخول وخروج الهواء بكميات ويسهل عملية التنفس ونفث البلغم بالكحة الخفيفة وبسهولة.وأدوية السيطرة علي الربو علي المدي الطويل.ودلت الأبحاث أن مفتاح منع نوبات الالتهاب الشعبي أخذ الأدوية يوميا خلال فترة ممتدة للسيطرة في حالة وجود الربو واعراضه المتكررة. وأهم هذه الأدوية مشتقات الكورتيكوستيرويدات Corticosteroids (استنشاق أو بالفم أو الحقن) وهناك أدوية مثبتات خلية سوس الغبار mast cell stabilizers التي تقلل الالتهابات بالشعب الرئوية كدواء Intal and Tilade.أو موسعات الشعب طويلة المفعول كأدوية من نوع beta-agonists long acting. أوالثيو فيللين Theophyllineالذي يستعمل كموسع شعبي مع مضادات الالتهاب لمنع الأعراض الليلية. وحاليا تستعمل الليوكيرينات المعدلة Leukotriene modifiers كبديل للكورتيكوسيرويدات (الكورتيزونات) ومثبتات خلية سوس الغبار كدواء سينجولر). كما يمكن تناول دواء Xolair الذي يقلل تفاعلات الحساسية من المشحذات التي تسبب الربو، وتسبب ضيقا في الشعب الهوائية.
وبمكن تعاطي الأدوية التي توقف اعراض نوبات الربو سريعا كالسعال وضيق الصدر والصفير وكل أعراض ضيق الشعب الهوائية كموسعات الشعب قصيرة المفعول كأدوية من نوع Short acting beta-agonists التي توسع الشعب الهوائية وتخفف من حدة أزمة الربو وتمنع تسبب ممارسة الرياضة في وقوع الأزمة الربوية.حاليا أهم علاجات الالتهابات المسببة للمرض أدوية الكورتيكوستيرويدات ومثبتات خلايا غبار السوس والليكوترينات المعدلة Leukotriene modifiers. فالكورتيكوستيريدات بالاستنشاق تعتبر أكثر العلاجات تأثيرا في تقليل التهاب الشعب الهوائية ومنع إفراز البصاق. فيمكن من خلالها السيطرة علي الربو مع بقاء أعراض قليلة.وتستعمل يوميا لمدة 3شهور للحصول علي نتيجة طيبة. وقد تزول الأعراض خلال1- 3 أسابيع.و لها آثار جانبية طفيفة لو أخذت بكميات قليلة. لكن لو أخذت بكميات كبيرة تسبب عدوي فطرية بالفم ويصبح الصوت أجش. فيستعمل في هذه الحالة مضمضة بعد كل إسنتشاق للدواء بالفم لمنع هذه الآثار الجانبية. واستنشاق الدواء الكورتيكوستيرويدات مع الشهيق يمكن أن يتم مع الأطفال والبالغين ويعطي نتائج طيبة بجرعات قليلة للإقلال من عدد نوبات الربو وتقليل موسعات الشعب الهوائية وتقليل الحالات الحرجة ودخول المستشفي. وفي الطواريء يمكن استعمالها كحقن في العضل أو الوريد. ولسوء الحظ كثير من مرضي الربو يفرطون في استعمال هذه الأدوية ولايقصدون استعمالها علي مدي طويل. والبعض يستعملها للتغلب علي أعراض الربو لعدم إمكانهم السيطرة علي الربو أو أنهم لايتعاطون العلاج المناسب
المصدر:منتدايات مسفرالميزاني